شاب يسجد في مكان لم يخطر لبال
--------------------------------------------------------------------------------
قرأت هذا الموضوع ووددت أنتقرأوه
بسمالله الرحمن الرحيم
يقول الشاب ذو الـــ 19عاما
كنت شاباً أظنأن الحياة .. مال وفير .. وفراش وثير .. ومركب وطيء ..
وكان يوم جمعة .. جلست مع مجموعة من رفقاء الدرب على الشاطئ ..
وهم كالعادة مجموعة منالقلوب الغافلة ..
سمعت النداء حي علىالصلاة .. حي على الفلاح ..
أقسم أني سمعت الأذان طوال حياتي .. ولكني لمأفقه يوماً معنى كلمة فلاح ..
طبع الشيطان على قلبي .. حتى صارت كلماتالأذان كأنها تقال بلغة لاأفهمها ..
كان الناس حولنا يفرشون سجاداتهم .. ويجتمعون للصلاة ..
ونحن كنا نجهز عدة الغوص وأنابيب الهواء ..
استعداداً لرحلةتحت الماء..
لبسنا عدة الغوص .. ودخلنا البحر .. بعدنا عن الشاطئ ...
حتى صرنا في بطن البحر ..
كان كل شيء على مايرام .. الرحلة جميلة ..
وفي غمرة المتعة ...
فجأة تمزقت القطعةالمطاطية التي يطبق عليهاالغواص بأسنانه
وشفتيه لتحول دون دخول الماء إلى الفم
...
ولتمدهبالهواء من الأنبوب .. وتمزقت أثناء دخول الهواء إلى رئتي ..
وفجأةأغلقت قطرات الماء المالح المجرى التنفسي... وبدأت أموت ..
بدأت رئتيتستغيث وتنتفض .. تريد هواء .. أي هواء ..
أخذت اضطرب .. البحر مظلم .. رفاقي بعيدون عني ..
بدأت أدرك خطورة الموقف .. إنني أموت ..
بدأتأشهق .. وأشرق بالماء المالح..
بدأ شريط حياتي بالمرورأمام عيني ..
مع أول شهقة ..
عرفت كم أنا ضعيف ..
بضعقطرات مالحة سلطهاالله علي ليريني أنه هو القوي الجبار ..
آمنت أنه لاملجأ من الله إلاإليه... حاولت التحرك بسرعة للخروج من الماء ..
إلاأنيكنت على عمق كبير ..
ليست المشكلة أن أموت ... المشكلة كيف سألقى الله؟!
إذا سألنيعن عملي .. ماذا سأقول ؟
أما ما أحاسب عنه .. الصلاة .. وقد ضيعتها ..
تذكرت الشهادتين .. فأردت أن يختم لي بهما ..
فقلت أشهـ .. فغصَّحلقي .. وكأن يداً خفية تطبق على رقبتي
لتمنعني من نطقها
حاولت جاهداً .. أشهـ .. أشهـ .. بدأقلبي يصرخ :
ربي ارجعون .. ربيارجعون
... ساعة ....دقيقة .. لحظة .. ولكن هيهات..
بدأتأفقد الشعور بكل شيء .. أحاطت بي ظلمة غريبة ..
هذا آخر ما أتذكر ..
لكن رحمة ربي كانت أوسع ..
فجأةبدأ الهواء يتسرب إلى صدري مرةأخرى
انقشعت الظلمة .. فتحت عيني .. فإذاأحد الأصحاب ..
يثبت خرطومالهواء في فمي ..
ويحاول إنعاشي .. ونحنمازلنا في بطن البحر ..
رأيت ابتسامة على محياه .. فهمت منها أنني بخير ..
عندها صاح قلبي .. ولساني .. وكل خلية في جسدي ..
أشهد أن لا إلهإلا الله .. وأشهد أن محمدرسول الله .. الحمد لله ..
خرجت من الماء .. وأنا شخص أخر ..
تغيرت نظرتي للحياة ..
أصبحت الأيام تزيدني منالله قرباً .. أدركتسرَّ وجودي في الحياة ..
تذكرت قول الله ( إلا ليعبدون ) ..صحيح .. ماخلقنا عبثاً ..
مرت
أيام .. فتذكرت تلك الحادثة ..
فذهبت إلى البحر .. ولبست لباس الغوص ..
ثم أقبلت إلى الماء .. وحدي وتوجهت إلى المكان نفسه في بطن البحر
وسجدت لله تعالى سجدة ما أذكرانيسجدت مثلها في حياتي ..
في مكان لا أظن أن إنساناً قبلي قد سجد فيهللهتعالى ..
عسى أن يشهد علي هذا المكان يوم القيامة فيرحمني الله بسجدتيفيعمق البحر
سبحاااااااااااااااااااااااان الله..